vendredi 14 mars 2008

The new electoral law made by Fouad Boutros

http://www.ccerlebanon.org/pictures/manualpdf/English%20Manual.pdf

Charles Malek about the maronites

شارل مالك عن الموارنة
شارل مالك: الكثير المطلوب من الموارنة
بلغة المعلم، والمسيحي الأرثوذكسي تكلم د.شارل مالك فيلسوف المقاومة اللبنانية الراحل عن الموارنة وحدد “الكثير المطلوب” منهم، مستندًا في كلامه الى ما ورد في أقوال السيد المسيح: “إن من أُعطي كثيرًا يطلب منه الكثير”. ولقد أعطي الموارنة كثيرًا، ولذلك يطلب منهم الكثير على ما يقول في مقدمة هذا المقال الذي كتبه عن الموارنة بعنوان: “الكثير المطلوب”.
أحد عشر بندًا حدد فيها مالك عظمة الموارنة ودورهم في الشرق ولبنان الذي أعطي لهم شعبًا وتراثاً وقيمًا. تكلم عن دور بكركي “هذا المركز الروحي الفريد في الشرق الأوسط” الذي أعطي للموارنة، وعن الطقس الليتورجي الماروني في نظر الأرثوذكس، وعن تاريخهم الموحد الذي لم يكتب لأي فئة أخرى بالدقة والتفصيل والتواصلية التاريخية العريقة غير المتقطعة، وعن صلتهم بالعالم وقدرتهم على العطاء. تكلم شارل مالك عن كل العطاءات التي منحت بركة للموارنة لكن في المقابل مطلوب منهم الكثير.
يقول المسيح: “إنّ من أُعطي كثيرًا يُطلب منه الكثير”. لقد أعطي الموارنة كثيرًا ولذلك يُطلب منهم الكثير.
-أولاً: جبل لبنان
أُعطوا، أولاً، هذا الجبل العظيم. جبل لبنان اسم من أعطر الأسماء في الكتاب المقدس وفي التاريخ. اقترن اسمه بالمجد والكرامة والشموخ والبهاء والجمال والقداسة والصمود والرائحة الزكية، وبـ “أرز الرب” الخالد. وهو اليوم استراتيجيًا من أشد الحصون مناعة في هذا المشرق، ليس لذاته وفي حدّ ذاته فحسب، بل في تدبير الشرق الأوسط الدفاعي العام. لم يُعطَ شعب في المنطقة كلها شيئًا بالطبيعة شبيهًا به، وإذا اعتبرنا أهمية هذه المنطقة اليوم في الاستراتيجية العالمية، وموقع الجبل الفريد، الشامخ من البحر مباشرة، صحَّ القول، لربما، إن شيئًا شبيهًا بهذا الجبل لم يُعطَ لقوم في العالم. إنه عطية عظيمة.
التفريط به، بأي شكل، جريمة لا تُغتفر. السؤال هو: هل يستأهل اللبنانيون، هل يستأهل الموارنة، هذه العطية العظيمة؟ هل يقدرونها حق قدرها؟ لبنان مُعطى للجميع، ولذلك كلنا جميعًا، وبالأخص الموارنة، مؤتمنون على هذا الجبل، مؤتمنون عليه كي يبقى منيعًا بأيديهم وبأيدينا كلنا، وكي يكونوا ويبقوا هم، ونكون ونبقى جميعًا جديرين بما اقترن اسمه به معنويًا في التاريخ.”مجد لبنان أعطي له” شعارٌ يدل على أن مجدًا عظيمًا أعطيَ الموارنة، مجدًا بقدر ما يبعث على العزة والفَخار يستدعي أيضًا منتهى العِبرة والتواضع.
-ثانيًا: لبنان
أعطي الموارنة، ثانيا، لبنان شعبًا وتراثاً وقيمًا. لا يمكن فصل شعب لبنان وقيمه وتراثه عن جبل لبنان. عندما أقول إن الموارنة أعطوا لبنان بشعبه وتراثه وقيمه، لا أعني أن الفئات الأخرى بتراثها وقيمها هي ملك للموارنة. إن ما أعنيه أن الفئات جيمعًا أعطيت بعضُها لبعض بمجرد تواجدها في بلد واحد تتفاعل فيه بعضها مع بعض. بهذا المعنى لبنان، بشعبه وتراثه وقيمه، أعطي للدروز وللسنيين وللشيعة وللأرثوذكس وللكاثوليك الملكيين ولجميع الفئات الأخرى التي تتكوّن منها الأسرة اللبنانية، لكنه أعطي أيضًا للموارنة. من هنا مسؤوليتهم الهائلة تجاه الآخرين المُعطَونَ لهم. إني أستفرد هنا إعطاء لبنان للموارنة لأننا في صدد الكثير المعطى لهم، وبالتالي في صدد الكثير المطلوب منهم بالذات.
والمطلوب منهم، قبل كل شيء، بالنسبة للبنان المعطى لهم، شعبًا وتراثاً وقيمًا، أن يحرصوا الحرص كله على الحرية الشخصية الكيانية الإنسانية المسؤولة، التي وحدها تؤمن تعددية تراثاته وتفاعلها السلمي الخلاّق بعضها مع بعض. بإمكان الموارنة أن يتساهلوا في كل شيء أو يتفاوضوا حول أي شيء ما عدا هذه الحرية الشخصية الكيانية. بدونها لا وجود لهم وحتى لا معنى لوجود لبنان، حتى إن وُجد. ووجوده عندئذ كعدم وجوده تمامًا. وعندما يتساوى الوجود وعدمه، ينعدم. أما بوجود هذه الحرية، قائمة مضمونة ثابتة، فباستطاعتهم مع الزمن أن يستعيدوا كل شيء تساهلوا به أو تنازلوا عنه. أما بدونها فما يملكون، أو يظنون أنهم يملكون، سيخسرون.
-ثالثاً: مجتمع تعددي
أعطي الموارنة بلدًا مجتمعه حر، تعددي، والمسيحية فيه حرة. هذا شيء كثير، خاصة في الشرق الأوسط، ولذلك يُطلب منهم الكثير الكثير.
يُطلب منهم، وهم مقدّرو الحرية الأُوَل وعاشقوها، ألا يعملوا شيئًا، أو يقبلوا بشيء، يؤول الى تقليص حرية لبنان، بل أن يعملوا كل شيء لتمتين هذه الحرية وتعميقها وجعلها أكثر أصالة ومسؤولية.
يُطلب منهم، وهم العارفون الأُوَل لخطورة الاحترام المتبادل، أن يشددوا على هذا الاحترام ويمارسوه بالفعل في صلاتهم مع جميع فئات لبنان. ممارسة هذا الاحترام الصادقة ليست أمرًا آليًا ذاتيًا طبيعيًا: إنها كمالٌ موهوبٌ من فوق. وهذا “الفوق” يعرفونه جيدًا، الذي سمعوه آلاف المرات يقول لهم: “أحبِبْ قريبك حُبَّك لنفسك”، بل “أحبُّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسِنوا الى مُبغضيكم”.
يُطلب منهم، وهم الجسم المسيحي الحر الأُوَل في لبنان، أن يحرصوا أشد الحرص على المسيحية الحرة، ليس لهم فحسب بل لكل فئة مسيحية أخرى. المسيحيون الآخرون مسيحيون مثلهم تمامًا، ومن حقهم أن يكونوا في مسيحيتهم أحرارًا مثلهم تمامًا.
أن تكون المسيحية حرة بالفعل، لا بالإيهام والإدعاء الكاذب، في الشرق الأوسط فقط في لبنان، حرة كما هي حرة في أوروبة وأميركة تمامًا، إنّ هذا لأمرٌ في منتهى الخطورة في هذا الزمن. ليتنا ندرك مغزاه، ليتنا ندرك ما هو مطلوب منا بشأنه، ليتنا نعرف ونقدر تعجُّب أرفع النفوس في العالم لمجرد وجوده! مجرد وعيه يوحي بأن لبنان مميّز تمامًا ليس في شؤون تافهة بل في أدق الشؤون وأخطرها. إذا سقطت المسيحية الحرة في لبنان
ـ ولبنان آخر معقل لها في المشرق ـ انتهى أمرُها في الشرق الأوسط كله، بل في آسية وإفريقية. هذه مسؤولية لا أجسَم منها ولا أخطر! والموارنة هم المسؤولون الأُوَل عنها أمام العناية الإلهية. هل يعون هذه المسؤولية بالفعل؟ هل يقدرون خطورتها المتناهية؟ هل يفقهون مغزى أنها أوكلت إليهم؟
-رابعًا: مجد لبنان… لهم
أُعطيَ الموارنة بكركي. بكركي مركز روحي فريد في الشرق الأوسط. الكل يتطلعون الى قيادته وتوجيهه. باستطاعة هذا المركز الكبير جمع شمل الموارنة وأكثر من الموارنة. أثره يُلمس إذا تحرك، وقد يُلمس أكثر إذا لم يتحرك، أو إذا تحرك بما لا يتكافأ مع قدر التحدي. أما نجاعة التحرك فتتوقف على العيش على مستوى لحظة التاريخ الحاسمة. لا يكفي مجرد الحفاظ على الرعية والأعراف والتراث، لا يكفي مجرد البقاء والاستمرار. الحاسم اليوم وعيُ الحركات المصيرية الصاخبة في العالم وعيًا مسؤولاً تامًا، وتوظيفُها، أو توظيف ما أمكن منها، في سبيل التراث والبقاء.
بكركي من الأهمية بحيث إذا خرِبَ لبنان وبقيت هي سليمة معافاة قوية، ماسكة بيد من حديد بزمام دعوتها التي أُنيطت بها أزليًا، فباستطاعتها وحدها أن تعيد تعمير لبنان. أما، لا سمح الله، إذا خربت بكركي أو وَهَنت أو حلّ بها سقم ما، فلبنان وحده لا يستطيع إغاثتها كي تستعيد عافيتها وتبني ذاتها من جديد. وإذا كان لبنان خرِبًا فقد لا يستطيع أن يُعمِّر نفسه بنفسه إذا كانت بكركي أيضًا خرِبة. أي مؤسسة أخرى في لبنان يصح فيها هذا القول؟
وإذا قدرنا ماذا يعنيه لبنان تاريخيًا وعالميًا، تجلّى لنا مركز بكركي الفريد، وتِبعَتُها العظمى، في لبنان وفي العالم.
أما أسباب تفرُّد بكركي بهذا المركز العظيم فتعود الى طبيعة المارونية والموارنة، والى تاريخهم وتمركزهم في هذا الجبل، والى مجتمعهم المتلاحم المتراص، والى تنظيمهم المدني والكنسي. كل من هذه العوامل يستدعي بحثاً خاصًا مستفيضًا. بكركي مؤسسة حتم إفرازها تاريخ الموارنة، وطبيعتهم، وخبرتهم الكيانية، ومعاناتهم ومعاناة مسيحيي هذا المشرق الصاخبة المأساوية عبر الأجيال، المعاناة التي لم تستقرّ يومًا، وقد يكون قدرها أن لا تستقر أبدًا.
إذا شاءت العناية أن تمثِّل بكركي دورها المرسوم، وإذا استجابت بكركي لهذه المشيئة، فباستطاعتها أن تكون العامل الحاسم في مصير لبنان وفي مصير أكثر من لبنان. هذا الدور الحاسم يستدعي منتهى الحكمة والحزم والإقدام والتضحية والتواضع. وعلى أية حال، فإن الموارنة أعطوا بكركي، وهي شيء كثير، ولذلك يُطلب منهم ومن بكركي الكثير.
-خامسًا: التراث الآرامي
أعطي الموارنة تراثاً آراميًا سريانيًا عريقاً. يربطهم هذا التراث، تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا، بمتبقيّات الحضارة الآرامية العظيمة في هذا المشرق، التي تشمل، بين الأحياء، الآشوريين والسريان والكلدان والنساطرة واليعاقبة وغيرهم. إنها حضارة من أهم حضارات المشرق.
الحضارة السريانية الآرامية حضارة عظيمة عريقة. تعرفها وتنقب عنها وتحترمها وتدرسها وتدرِّسها جامعات روسية وألمانية وفرنسية وبريطانية وأميركية. وهي تشكل، فوق ذلك، تراثاً لا يزال حيًا (والتراث التراث هو التراث الحي فقط، إذ ما ليس بحيّ هو، طبعًا وبكل بساطة، غير موجود) في مجتمعات حية قائمة في الشرق الأوسط ومنتشرة في العالم. مَنْ أولى من الموارنة بإحاطتها بالاحترام والتكريم والتقدير والدراسة والإحياء؟
إنها معطاة لهم. إنها حية قائمة في صُلبهم. إنهم مسؤولون عنها قبل سواهم، ليس فقط بقصد دراستها تاريخيًا نظريًا فضوليًا، كما يصنع الأوروبيون والغربيون على العموم، بل بقصد ربطهم، حياتيًا ثقافيًا روحيًا ـ وهم المجذَّرون فيها ـ بمتبقيّات هذه الحضارة في الشرق وفي الانتشار الحي لها في العالم.
-سادسًا: الليتورجيا المارونية
أعطي الموارنة طقسًا ليتورجيًا عظيمًا. لم أتعرّف على الليتورجية المارونية بشكل يمكنّني من تقديرها إلا منذ بضع سنوات، وأنا حتى الآن أفهم وأتذوّق وأوحد نفسي مع ليتورجية الذهبي الفم الأرثوذكسية وأدخل في صميمها أكبر بكثير من تذوّقي ودخولي وتوحيد نفسي مع الليتورجية المارونية، لأني وُلدت في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة وترعرعت في أحضانها. لكني أعتقد أني أخذت أفهم الطقس الماروني والروحانية المارونية بحيث أصبح بإمكاني إبداء رأي، ولو متحفِّظ، فيهما.
عبقرية هذا الطقس وهذه الروحانية شعبيتهما. ينبعان من الشعب ولا يهبُطان عليه من فوق. بهذه الشعبية الحميمة تتميّز الليتورجية المارونية عن الليتورجية الأرثوذكسية. في هذه الأخيرة، حين يُرنَّم القداس بأكمل وجه، تتنسّم مجد بيزنطية الأمبراطوري، أما القداس الماروني فتجسيد رائع عفويّ لقلوب الشعب ومشاعره. الشعب المؤمن الصبور، لا الأمبراطرة ولا البطاركة ولا اللاهوتيون، يمجّد المسيح. لا تشعر أنك في حضرة أي قيصر أو أي بطريرك، حتى لو كان القيصر أو البطريرك حاضرًا. تشعر أنك بين الأرامل واليتامى، بين العمال والفلاحين، بين الخطأة والتائهين، بين مساكين الروح وودعاء النفس.
هذه عظمة الطقس الماروني، شعبيته، ديمقراطيته، عفويته، بساطته، خلوُّه من أي عظمة بشرية، اشعاره نفس المتعبّد بأنها هي مبدعته وقائلته. الطقس الماروني يوحي تشبثاً واكتفاء بما أنتجه هذا الشعب وهذه التربة، كأنه يصرخ في وجه الهيلينية: أنا لست بحاجة إليك، إني ألوَّث إذا غزوتني! الطقس الماروني صرخة استقلال تام عن كل أثر ثقافي نافذ إليه من الخارج. استقلالية الموارنة السياسية الرائعة هي ذاتها تتجسد في استقلالية الطقس الماروني. الاستقلاليتان تنبعان من مصدر واحد: الاكتفائية المارونية الأصلية.
الاستقلاليتان تتعانقان وتتكاملان. هذا التعانق المتكامل بين الاستقلال السياسي والاستقلال الطقسي هو الذي مكّن فيهم عشقهم للحرية. أية فئة أخرى في لبنان، بل في هذا المشرق كله، كان بإمكانها الحفاظ على الحرية الشخصية الكيانية كما صنع الموارنة بالفعل؟ وسبب ذلك اكتفائيتهم السياسية واكتفائيتهم الطقسية، المنحدرتان من اكتفائية كيانية أصلية واحدة.
المطلوب أن يقدر الموارنة عظمة تجذر طقسهم في التراث الشعبي المحلي وقيمة هذا التجذر، أن يحافظوا عليه ويرعَوه لقيمته في حد ذاته ولأنه هو القمينُ بتمكين الموارنة من حب الاستقلال والحرية، أن يروا فيه قوة ديمقراطية هائلة نابعة من تحت، من نفوس المؤمنين، أن يوظفوا هذه القوة المعطاة في سبيل مجد المسيح والكنيسة، وأيضًا في سبيل لبنان من أجل المسيح والكنيسة، وأن يروا كيف أن المسيح ومريم باركا هذا الشعب في بساطته العظيمة البعيدة عن كل فلسفة وتفلسف، وفي تعبّده الصادق القلبي لهما، وتعلقه بهما.
هذا تنوّع الكنيسة الجامعة الواحدة العظيم، تنوّع يسمح ويُرَحِّب بكل عطاء ثقافي محلي، شرط ألا يناقض معطيات الوحي وتحديدات العقيدة. والكنيسة عرفت كيف تنقّي التراث اليوناني والتراث الماروني الأرامي السرياني من شوائب الوثنية في التراثين، وتقدمها ذبيحة طاهرة ذكية لمجد المسيح.
-سابعًا: العلاقة برومية
أعطي الموارنة هذا الارتباط الوثيق برومية. التراث المسيحي الشرقي الأرثوذكسي مفتوح للأرثوذكسية بتمام كماله، بينما المارونية، بالإضافة الى التراث السرياني الآرامي الشرقي، مفتوحة الى التراث الغربي المسيحي الروماني. المارونية ليست مفتوحة الى التراث الأرثوذكسي الشرقي انفتاحها الى التراث الروماني الغربي. رومية، بما تعنيه عالميًا وتراثيًا، خلّصت الموارنة من أي انعزالية محض محلية أو شرقية. إنه ثراء هائل، أن ترتبط الشرقية السريانية، على محدوديتها، بالغربية الرومانية بعالميتها اللامحدودة.
علاقة الموارنة برومية هي التي حفظتهم من أي انحراف عقائدي. فضل رومية على الموارنة فضل لا يُقدّر، وردهم على هذا الفضل وفاؤهم لها. رومية فتحت أمامهم آفاق الإنسان والتاريخ والعالم، وبذلك دخلوا الى حد بعيد في التراث الإنساني العالمي الواحد المتراكم. والموارنة، بفضل رومية، يعرفون العالم، زمنيًا ومكانيًا، ومخافتهم تركّز على الله والحقيقة فقط.
-ثامنًا: التاريخ الموحد
أعطي الموارنة تاريخًا موحّدًا، منفصلاً، قائمًا في حد ذاته، محدّد المعالم. لا تتمتع أي فئة أخرى في لبنان، بل لربما في أوسع من لبنان، بهذه الصفة المُعطاة. لم يُكتب تاريخ موحّد لأية فئة أخرى بالدقة والتفصيل والتواصلية التاريخية العريقة غير المتقطعة، التي كتب بها تاريخ الموارنة، وقد لا يكون بالإمكان وضع تاريخ لها بنفس الدقة والتواصلية، إذ قد يكون أن ليس لها تاريخ بنفس المعنى. ليس هذا من سبيل الصدف. تصوّر تاريخ السنّة في لبنان، أو تاريخ الشيعة، أو تاريخ الدروز، أو تاريخ الأرثوذكس، أو تاريخ الكاثوليك الملكيين. بالطبع يمكن لهذه التأريخات أن تُكتب، لكن هل تستند بالفعل الى تاريخ حقيقي؟ إن هذه التواريخ جميعًا لا يمكن تصوّرها بالوحدة والتحديد، والبعد والعراقة التاريخيين، وبالتواصلية، التي يُتصوّر بها تاريخ الموارنة.
ليس عبثاً ولا باطلاً، وليس هباءً ولا سدًى، وليس للاشيء ولا للاعلة أو سبب، أن الموارنة وُجدوا، وأنهم يتمتعون بهذا التاريخ الموحّد المتواصل الفذ لألف وخمسمئة سنة. وجود هذا التاريخ، وبالتالي وجود الموارنة ينطوي على سر. أعطوا الوجود، وهذا شيء كثير، وبالتالي يُطلب منهم الكثير. وإذا تأملت كل ما أعطوه بعد الوجود، ومع الوجود، وفوق الوجود، لخلصت الى أن ما يُطلب منهم هو كثير كثير .
-تاسعًا: العلاقة مع العرب واليهود
بسبب سريانيتهم، أعطي الموارنة، فوق إمكان ربط أنفسهم بالعالم السرياني الحي، أن يكون أقرب الناس، مزاجيًا وتراثيًا، الى العرب واليهود معًا. اللغة أهم ظاهرة حضارية، لأنها بأعمق معانيها هي الحياة، تُعيّن الجذور والأصول والتراث، تُعيّن وشائج القربى.
المؤمن لا يؤمن بالصدفة والقدر، المؤمن يرى، بالإيمان، العناية وراء كل شيء وفوق كل شيء وأمام كل شيء. يؤمن بوجودها حتى في حال جهله لمشيئتها تمامًا، بل بالضبط في حال هذا الجهل. يؤمن بها ويصبر على تجلي حقيقتها. يعرف أن لكل تجلِّ وقته وزمنه. لماذا بقي الموارنة حريصين على تراثهم الآرامي؟ هل هي مجرد الصدفة التي أبقتهم؟ هل هي مجرد طبيعة الأشياء التي نفقهها بالعقل التي أبقتهم؟ هل هو مجرد قبوعهم في هذا الجبل المنيع؟ المؤمن لا يرتاح لأي من هذه التعاليل.
-عاشرًا: القدرة على العطاء
في العطاء عظيمين، أي حقل لميُعطوا فيه، أي نطاق لم يحتلوه ولم يصولوا ويجولوا في رحابه؟
من أسهم في النهضة العربية الحديثة في المئتي سنة الماضية في شتى الحقول أكثر من الموارنة؟
من اتقن اللغة العربية وعرفها في أغوار عبقريتها في العالم كله، كما اتقنها وعرفها في عهدنا أمين نخله وفؤاد افرام البستاني؟
أي شعر عربي يقرب من شعر سعيد عقل؟
أي دائرة معارف عربية تقرب، في سعتها وحريتها وعدم خوفها من قول الحقيقة عن كل شأن وفي كل باب، من دائرة معارف فؤاد افرام البستاني؟
من أسهم في ترجمة روائع المؤلفات الكلاسيكية العالمية الى العربية في العالم كله أكثر من الموارنة؟
من ترجم توما ـ وتوما هو من هو ـ الى العربية غير الموارنة؟ بل من كان بمقدوره أن يفكر بترجمة توما من العالم العربي كله غير مسيحيي لبنان وخاصة الموارنة؟
من عُرف في العالم العربي كله في الأدب العالمي أكثر من جبران؟
الرسامون كثر، لكن جبران وصليبا الدويهي وقيصر الجميّل يحتلون مركزًا رفيعًا خاصًا.
-حادي عشر: كنز الوصايا
يوجد مُعطًى ويوجد معطٍ. الله وحده هو المُعطي والمُعطى في آن، الله فقط هو مُعطي نفسه، أما الإنسان فلا يعطي نفسه، يعطي الإنسان من فضْل ما أعطيه. ومعطي الإنسان هو الله.
ليس أمرا تافهًا أن يُعطى الموارنة، ونُعطى جميعًا معهم:
هذا الجبل الشامخ الفريد العظيم،
شعب لبنان بتراثه وقيمه،
بلدًا مستقلاً، مجتمعه حر تعددي،
بكركي، بكامل ما عنته وتعنيه،
تراثاً آراميًا سريانيًا عريقاً،
طقسًا ليتورجيًا عقائديًا وثيقاً برومية والغرب،
تاريخًا خاصًا موحدًا منفصلاً قائمًا في ذاته،
أن يكونوا أقرب الناس، أصلاً ومزاجًا وتراثاً، الى اليهود والعرب، وحيوية وخصبًا في العطاء فريدَين.
هذه العطايا العشر، في كل واحدة منها وفي مجموعها، تشكل كنزًا من القيم والإمكانات يكاد يكون فريدًا في العالم كله. تأملها بإنعام نظر تام يكشف عظمة التبعة الكيانية المسؤولة التي يحملها الموارنة. هذه العطايا العشر العظيمة، لم يُعطِها الموارنة لأنفسهم. إن “أبا الأنوار”، من جوده العلي، هو الذي أعطاهم إياها. حريٌّ بهم، إذن، أن “لا يتكبروا” و “يتباهو” كأنهم “لم ينالوها”.
ما أسهل التفلسف على الموارنة! مَنْ لا يتفلسف عليهم اليوم؟ مَنْ مِنْ أعداء لبنان وحرياته وقيمه لا يعاديهم ولا يحاول تسويدَ اسمهم وتفكيكهم بعضهم من بعض؟ إن هذا لفخرٌ لهم. إنه دلالة دامغة على مركزهم وأهميتهم. ومع ذلك هم صامدون. “يا جبل ما يهزّك ريح!”.
وقد يكون سهلاً كذلك تحليل ما أُعطوه. وما محاولتنا هنا، على حدودها ونقائصها، إلا أحد التحاليل الممكنة.
المهم ليس تحليلهم ولا التفلسف عليهم بل أن يتساءل اللبنانيون الآخرون، غير الموارنة:
1) هل نقدر بالفعل، بلا تحيُّز ولا وراب ولا حكم مسبق، ما أعطي للموارنة حق قدره؟
2) أيًا كان ما أعطيه الموارنة، فماذا أعطينا نحن؟
3) كيف نقدم أو نوظف ما أعطيناه نحن عطاء منا؟
4) كيف نسند الموارنة في ما أُعطوه وكيف نصبّ ما أعطيناه نحن مع عطائهم في سبيل الحقيقة والحرية والإنسان والقيم الأخيرة ولبنان؟
التحليل النقدي، سواء أوُجِّه الى الغير أم الى الذات، قد ينقلب الى مَرَض. أعرف أناسًا يقضون يومهم كله في النقد والتحليل والإفناء والتهديم، وليس لديهم مشروع عملي واحد يقترحونه. يتلذذون بالإفناء ولا يعرفون لذة البناء. عزلوا أنفسهم في زاوية الابتعاد عن تيارات الشعب الفاعلة. اغتربوا فكريًا وأحيانًا أيضًا مكانيًا. شاركوا في هذا الحظ الذي انتهوا إليه وهم عنه في النهاية مسؤولون. المهم أن نعيَ الإيجابيات وأن نكون إيجابيين نحن. المهم أن لا نقبع بشكل مَرَضيّ في السلبيات.
ليس أسهل من تبيان نقائص الموارنة، وهم أنفسهم في تبيانها كل يوم مسرفون.
وأحيانًا أشفق عليهم في تمزيقهم لأنفسهم وانبري لتبيان إيجابياتهم وإنجازاتهم وإمكاناتهم الهائلة، وكل نقد يُقدَّم إليهم بروح إيجابية يتقبلونه شاكرين. وقادتهم ومفكروهم الكبار يعرفون أوهانهم تمامًا ومع ذلك يبقون بأنفسهم وقدراتهم وإمكاناتهم بالنسبة للبنان وقيمه الأخيرة واثقين وإليها مطمئنين. وهذه عظمتهم الكبرى.

Al Qaida and the Hariri

“Al-Qaida in Lebanon,” by Fidaa Itani
Tuesday, February 5th, 2008
By Fidaa Itani
Le Monde diplomatique

http://mondediplo.com/2008/02/02lebanon

Last year the Lebanese army besieged the Palestinian camp of Nahr al-Bared, where a previously unknown organisation, Fatah al-Islam, was dug in. These events, like attacks on the UN Interim Force in Lebanon (UNIFIL) reflect the appearance of radical Sunni Islamist networks - some linked to al-Qaida, which is now treating Lebanon as a key base, says Fidaa Itani.

“We were forcibly thrust into a battle that does not concern us. I would rather not have had to fight the Lebanese army,” said Shahin Shahin, a Fatah al-Islam military commander, to a negotiator during the siege of the Palestinian refugee camp of Nahr al-Bared by the Lebanese army. It was not then yet known that he was a son of Osama bin Laden and a high-ranking al-Qaida official. His misgivings about the fighting reflected his organisation’s ambivalence towards Lebanon — whether to see the country as a battleground on which to confront the United States and its allies, or just as a rear base for the training and transit of al-Qaida operatives.

Two days after the army gained control of the camp, on 4 September, the head of Lebanese military intelligence, Georges Khoury, acknowledged that the Fatah al-Islam combatants were members of al-Qaida. But the roots of the organisation in Lebanon reach deeper into the past. In the 1990s, Lebanese courts found Salafists guilty of forming terrorist cells linked to al-Qaida. The militants were Lebanese following the example of Salem al-Shahal, who started Lebanon’s first Muslimun (Muslim) and Shabab Muhammad (Youth of Muhammad) groups in Tripoli in 1974. Shahal tried to impose sharia in the city, starting by attempting to prevent young people going to the cinema. His influence spread to several Syrian towns, but at the time Salafist values lacked solid roots.

In those days the Sunnis were middle class traders, shopkeepers and civil servants, or illiterate country people. They expressed their support for Arab nationalism and the Palestinian struggle by joining Nasserite or leftwing movements. However, several Sunni groups moved closer to radical Islamism after Syrian troops occupied Lebanon in 1976, bringing repression with them. At the same time the influence of the Syrian branch of the Muslim Brotherhood started to increase, threatening the regime in Damascus with armed incursions by its military wing.

When the civil war in Lebanon ended in 1989, with the signature of the Taif accord, the Salafists, whose influence was still only limited, mainly targeted other Islamic organisations, al-Ahbash or the Association of Islamic Charitable Projects (AICP). These attacks were an opportunity for the Salafist groups to perfect their intellectual and missionary skills, recruiting in many towns and villages. They were particularly successful with middle-class graduates, as well as with students of theology who had been in Saudi Arabia and stayed in contact with radical ulema there. But the groups still lacked cohesion, the best known being al-Hidayah wal-Ihsan (Preaching and Charity), which was reorganised by the son of the movement’s founder, Dai al-Islam al-Shahal.

On 31 August 1995, one of these groups assassinated Sheikh Nizar al-Halabi, the head of the AICP, and caused a stir. It was the first time that a Salafist group had eliminated an opponent. Members of the organisation confessed to committing the murder and persisted in taking exclusive responsibility to the end. However, the Lebanese authorities and Syrian intelligence (which controlled the country) chose to pin the crime on Abdul Karim al-Saadi (aka Abu Mahjen), the Palestinian leader of Asbat al-Ansar, which was based in the Ayn al-Hilwah refugee camp, near Saida in southern Lebanon. In 1999 the same group, originally formed by veterans from the war in Afghanistan, was blamed for the assassination of four judges in Saida central court.

Point of departure

At this point links between the Salafists and al-Qaida started to develop. An organisation that was probably Chechen, and certainly connected to Bin Laden, asked Bassam Kanj (aka Abu Aisha) to help infiltrate Muslim combatants into Israel. In 1988, Kanj had given up his studies in the United States, and taken a crash course in global jihad in Afghanistan. Following the request from al-Qaida he set up the Dinniyeh organisation, but asked for two years’ grace to establish it as an anti-Israeli resistance force, alongside Hizbullah.

In May 2000, Russian negotiators, who were supervising the Israeli withdrawal from South Lebanon with the Syrians, gave the Lebanese and Syrian authorities a recording of a conversation between Kanj and Chechen mujahideen, which led to a Lebanese army raid on Dinniyeh on New Year’s Eve 2001. At the same time the Syrian authorities, operating on the other side of the border, arrested radical Islamists, confirming the network’s trans-national nature.

Al-Qaida waited till the US invasion of Iraq in March 2003, before openly calling for units to be set up in Lebanon. But al-Qaida also operates as a form of franchise, with a far from centralised organisation, leaving considerable freedom of movement to local units. It was well established by the end of 2005 when the Lebanese authorities first succeeded in catching the members of a network, subsequently referred to as the “Network of 13,” led by Hassan Nabaa, a Lebanese national. The group, which also comprised Saudis, Syrians, and Palestinians, supported al-Qaida and the Iraqi resistance movement, operating in Lebanon and Syria where it clashed on several occasions with the secret service, particularly in border zones. It is said to have shot down a Syrian helicopter.

The arrests prompted a controversy because the prisoners’ confessions contained details of their involvement in the assassination of the former prime minister, Rafik Hariri, on 14 February 2005. But there is doubt about how the confessions were obtained, and the group’s alleged link with the young Palestinian Ahmad Abu Adas, who claimed responsibility for the suicide attack on Hariri in an earlier video recording.

In Spring 2006, there was a split in Fatah al-Intifada, an organisation with close links to the Syrian regime that broke away from Yasser Arafat’s Fatah in 1983. About 70 of its members joined a Palestinian officer of Jordanian origin, Shaker al-Absi (Abu Ali), setting up Fatah al-Islam. The dissidents dispersed to Palestinian camps: Burj al-Barajneh (southern suburbs of Beirut), Ain al-Hilweh (Saida), Shatila (Beirut) and the two camps at Badawi and Nahr al-Bared, in the north. They were joined by some 50 militants led by Shehab al-Qaddur (Abu Hurayra), a Lebanese who spent most of his life undercover, after being arrested by the Syrians in Tripoli in 1986 when he was 14.

From the outset Fatah al-Islam was supported by the jihadist representative at Ain al-Hilweh, with the assurance of al-Qaida funding. Meanwhile some of its members received training from the military leader of the Jund al-Sham group, also located at the camp. This organisation was started in Afghanistan in 1999 by jihadists from the countries of al-sham (Syria, Lebanon, Palestine and Jordan) and adopted a radical stance.

The war of 2006

In July 2006 the 33-day war between Israel and Hizbullah erupted. The jihadist groups took advantage of the confusion to extend their influence. They also made use of the decision by the Islamic state in Iraq (instituted by al-Qaida) to expel any elements lacking specialist military skills or unable to blend in with the local population. Fatah al-Islam attracted many of these lost soldiers, prompting a hostile response by Fatah and other groups belonging to the Palestinian Liberation Organisation, which wanted to “cleanse” the Ain al-Hilweh camp. The Lebanese army, which had just deployed in force to the south of Litani following the end of the fighting between Hizbullah and Israel, was worried about leaving these jihadists only a short distance from the 12,000 strong UN Interim Force in Lebanon (UNIFIL). Fatah al-Islam decided to take refuge in the north, an area with a Sunni majority, considered friendly.

Several meetings paved the way for this move, not only with the local Salafists but also with members of parliament belonging to Saad Hariri’s Future Movement, concerned about Hizbullah’s growing influence. Al-Absi held talks with a Sunni MP from Tripoli, a doctor who once had leftwing sympathies and who expressed his fear that the Shia Hizbullah might turn on the Sunni. Al-Absi replied that, without entering into conflict with a force fighting Israel, he would not allow anyone to harm the Sunni.

So Fatah al-Islam established itself at Nahr al-Bared, publishing its first statement on 27 November 2006. Meanwhile a large number of combatants connected to al-Qaida passed back and forth through Lebanon, either via the official crossing-points or illegally across the Syrian border. Some dispersed, after a brief stay at Nahr al-Bared, to set up their own networks in areas with a high proportion of Sunni inhabitants. Recent recruits have come from other Arab countries, but also from Russia, Chechnya and Turkey.

At the end of 2006, Ahmad Tuwaijiri, a senior Saudi al-Qaida member, arrived in Lebanon. He met Fatah al-Islam leaders several times, as well as other Salafist groups. Funding flowed in, with public and private donations from Saudi Arabia and Kuwait offered by prosperous businessmen who want to help the jihad.

The various Salafist organisations were also keen to regroup, the better to resist the Shia threat. The political crisis in Lebanon and occasional clashes between Sunni and Shia, and between supporters of the parliamentary majority and opposition, created a favourable context.

The local members of al-Qaida took advantage of the Future Movement’s pressing need for militia to counterbalance Hizbullah. Although it appreciated the risks involved in dealing with fundamentalist factions, Hariri’s party nevertheless adopted this short-term expedient in its struggle with Hizbullah, Syria and Iran. Al-Qaida acted pragmatically, seizing the opportunity to raise funds to recruit dozens of additional combatants, organise more training sessions at Ain al-Hilweh, prepare plans for attacking UNIFIL in the south, and spy on the embassies of western and Gulf countries in Beirut.

A blind eye

Syria opted to turn a blind eye to such activities, leaving its opponents in the Future Movement to suffer the consequences. Syria increased pressure at home, disposing of many militants who subsequently took refuge in Lebanon.

In the first half of 2007, some 20 groups connected with al-Qaida were active, with visits by high-ranking operatives, the influx of combatants, and the departure of affiliated individuals for Europe (France, UK, Netherlands and Germany) once they had completed training. In partnership with Fatah al-Islam, al-Qaida set up a vast network that survived the fighting at Nahr al-Bared intact. It trafficked arms through Syria, purchased others from local dealers and seized PLO stockpiles at Nahr al-Bared.

The situation flared on the night of 19 May, when an intelligence unit of the Internal Security Forces decided to raid an al-Qaida group in Tripoli’s al-Mitayn Street. The men, who were also wanted by the Saudis, were giving technical support to the Iraqi mujahideen. But they were operating under the protection of Fatah al-Islam. Fighting very quickly spread to the camp at Nahr al-Bared. The conflict lasted 106 days, claiming the lives of 170 soldiers, 47 Palestinian civilians and 200 Fatah al-Islam combatants. Although more than 150 leaders and members of the organisation managed to slip away, 40 combatants were killed during the last few days of fighting, most of them executed with a bullet in the back of the head. The army occupied a deserted camp and prevented any civilian or humanitarian organisations from gaining access, even banning photographs in the vicinity. Army bulldozers flattened buildings, covering up any trace of fighting.

In June, a month after the fighting started, the Lebanese security forces discovered that Shahin was Saad bin Laden. He had managed to enter the camp a few days after the start of the battle and became popular with the combatants. The security forces had noticed his arrival in Lebanon a few months earlier. Saad, one of the most active leaders in the operations section of al-Qaida, had set up cells and support units all over Lebanon, in collaboration with al-Qaddur.

Despite the military setback at Nahr al-Bared the Islamist groups linked to al-Qaida have not cut back their activities in Lebanon. They are at work in the Palestinian camp of Ain al-Hilweh, the predominantly Sunni Beka’a valley and poor quarters of Beirut. When I met Shahin six weeks after the start of the fighting, he asked: “Do you really believe that we only have the 500 combatants encircled in Nahr al-Bared?” The assassination of political leaders, and attacks in Beirut and against UNIFIL, attributed to Fatah al-Islam in an army press conference on 4 September, confirm the scale of the organisation in Lebanon. The intelligence service provided further proof, following the arrest of more than 200 members of the Salafist and jihadist movement.

Commentators repeatedly ask why al-Qaida’s second-in-command, Ayman al-Zawahiri, never referred to the battle of Nahr al-Bared, simply blessing the 24 June attack on the Spanish contingent of the UNIFIL in the south. According to Shahin, al-Qaida was unhappy about becoming bogged down in the fighting inside the camp. It was also concerned at Fatah al-Islam’s political isolation, most of Lebanon’s political parties, including the Salafists, having withdrawn their support. The siege reduced al-Qaida’s margin for manoeuvre and prompted the army to carry out hundreds of raids and arrests.

Too high a price

However, as the political crisis in Lebanon grinds on, prompting all the factions to arm and train their combatants, al-Qaida may be able to lurk in the shadow of the largest Sunni group, the Future Movement, which is hiring combatants under the cover of private security companies. Hariri’s organisation has so far assembled about 2,400 militia, and plans to recruit 14,000 more in northern Lebanon alone. But the siege of Nahr al-Bared convinced part of Lebanon’s Sunni elite that an alliance with al-Qaida came at too high a price.

This fighting also prompted growing interest in the Sunni community for the Salafist cause. Christian soldiers damaged some of the mosques in the camp and desecrated copies of the Qur’an, particularly in Roumieh prison where the jihadists are being held. Several websites have appeared, openly proclaiming their support for al-Qaida and glorifying the martyrs of Fatah al-Islam. One writes: “Patience — al-Qaida is back in Lebanon: The end of Nahr al-Bared marks the start of al-Qaida.”

Exhausted by a local conflict with no prospect of a political solution, thousands of young Sunni envy the Shia, who have succeeded in monopolising resistance against Israel. They are pleased to see al-Qaida’s attacks in the West and its (albeit limited) success in Iraq. A new generation is returning to the mosques, drawn by Salafist and jihadist ideas, in the larger context of discredited Sunni authorities, including the Dar al-Ifta (a Sunni religious body), the Islamic solidarity funds and religious courts. These bodies are paying for their support for the Future Movement and for their corruption. There is a feeling of injustice and a lack of any hope of an issue to the conflict with Israel. Al-Qaida may play on both the fear of Shia and Hizbullah, the danger of the Sunni being sidelined, and on anti-US sentiment (whereas the government and official Sunni organisations are seen as Washington’s allies). Some think radical Islam holds the solution to these problems and are consequently prepared to follow al-Qaida.

But al-Qaida — though not necessarily all the groups claiming its support — seems to be treating Lebanon primarily as a rear base, a training camp and secure staging post on the road between Europe and Iraq. It is a place for technical innovation, where the organisation can develop new resources: small, radio-controlled aircraft carrying 30 kilo charges, remote-controlled explosive devices that can withstand the jamming system deployed on US armoured vehicles in Iraq, and even software so that al-Qaida leaders worldwide can communicate over the net and coordinate activities undetected by local intelligence services and the US National Security Agency.

Under these conditions, as Shahin explained, al-Qaida has nothing to gain from involving itself in Lebanon’s domestic strife.

It remains to be seen how the organisation will reconcile such relative neutrality with Zawahiri’s recent condemnation of UNIFIL and the attacks that followed. Will local groups claiming allegiance to al-Qaida agree to steer clear of Lebanese affairs? Whatever the answer, al-Qaida’s future in Lebanon looks secure. — translated by Harry Forster

Tawtin and the cancelling of 30% of the debt

إلغاء 30% من ديون لبنان لقاء قبوله بمشروع للتوطين

2 شباط 2008
خليل فليحان - يسعى الرئيس الاميركي جورج بوش الى امرار مشروع "اعلان دولة فلسطينية بحدود موقتة والاتفاق على المبادىء وتطبيق الحل النهائي خلال الصيف المقبل" ويركز الطاقم الذي يدرس هذا المشروع ضرورة او عدم ضرورة، التوصل الى اتفاق على حق العودة والحق النهائي قبل انتهاء الولاية الحالية لبوش او التمهيد لمشروع حل واذا تم التوصل الى مثل هذا الاتفاق فهل يوقع في تشرين الثاني او ان تنفيذه وسبل ترجمته العملية ستؤجل الى ما بعد انتخاب رئيس اميركي جديد؟

وافادت مصادر قيادية انها تبلغت معلومات ديبلوماسية عن "طبخة اميركية لهذا المشروع يتولاها نخبة من الخبراء والمستشارين بعيدا من الاضواء بطلب من البيت الابيض. واوضحت ان مقومات المشروع هي اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة في مقابل اعتذار اسرائيل عن عدم السماح لعدد كبير من الفلسطينيين بالعودة الى اراضيهم المحتلة، وهذا هو المقصود بـ"يهودية الدولة" مما يعني استحالة رجوع الفلسطيني الى ارضه، واذا حصل ذلك كله فسيعني ان السكان سيكونون من اليهود فقط دون الفلسطينيين، ويتضمن المشروع التعويض المالي للمبعدين منهم.

واشارت المعلومات الى ان المناقشات تتناول في الوقت الحاضر موضوع "تصنيف التعويضات" وما اذا كانت ستكون للدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين مثل لبنان وسوريا والاردن التي حضنتهم منذ اواخر الاربعينات ام للافراد الذين تستضيفهم تلك الدول ام للفئتين معا، ام للدولة الفلسطينية التي ستنشأ؟
وكشفت المعلومات ان المخططين لهذا المشروع يبحثون في اقتراح سيطرح على لبنان لإيفاء 30 في المئة من ديونه في مقابل تعهده عقد اتفاق مع اللاجئين الذين يستضيفهم.
واشارت الى اتصالات تجري هي بمثابة "جس النبض لدول عربية غنية من اجل تقديم المبالغ المطلوبة، واخرى صاحبة نفوذ لدعم هذا المشروع ليصبح نافذا".

وذكرت ان الطاقم المكلف هذه المهمة يقترح لإنضاج" الطبخة "تثبيت الوضع في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية باتباع سياسة "خفض الاضرار" قدر المستطاع بابقاء الاوضاع في تلك الدول كما هي عليه الى اوائل الصيف المقبل من خلال اضعاف التنظيمات المسلحة فيها وافقادها صدقيّتها. ولفتت الى ان المشروع المطروح في مسودته التي هي قيد الاعداد لم يشر الى كلمة "توطين" في اي من ثناياه.

وافادت ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ترى ان الديبلوماسي الاكفأ لانضاج هذا المشروع هو السفير السابق وليم بيرنز الذي تقاعد وطلبت اعادته الى وزارة الخارجية بسبب خبرته الواسعة في هذا الملف، وستكون العودة بموجب عقد كنائب مساعد للشؤون السياسية ليحل محل نيكولاس بيرنز.
وفي المعلومات ايضا ان البيت الابيض مستاء من الخطط الفاشلة التي وضعها المسؤول عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي اليوت ابرامز على الاخص بالنسبة الى لبنان. واكدت هذه المعلومات ان ابرامز باق في مركزه من دون صلاحيات ونفوذ.

ولم تشأ المصادر ربط زعزعة الاستقرار في لبنان بالسعي الى امرار ذلك المشروع لانها على حد تعبيرها "اولا لا تملك اي قرائن موثقة تثبت ذلك. وثانيا لتداخل الملفات الامنية، من ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى، الى تصفية حسابات لمنظمات اصولية لا يمكن حصرها بسبب الانكشاف الذي تجتازه البلاد بفعل فقدان المناعة السياسية وكره القيادات السياسية والفاعليات الحزبية وبعضها لبعض وحاجتها الى وسطاء لنقل المواقف حاليا مثل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي تعرض لحملات مركزة، بعدما كان سبقه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي اوقف الوساطة التي كان مكلفا القيام بها".

Who killed Wissam Eid?

الرائد سمير شحادة يتهم المخابرات السعودية بقتل النقيب وسام عي

في مقابلة تلفزيونية مع الرائد الهارب إلى تورنتو – كندا سمير شحادة الذي إشتهر بعلاقته بالتحقيقات الخاصة باغتيال رفيق الحريري وبالإتهامات التي طالته بفبركة الشهود وتزييف اقوالهم ، قال الرائد اللبناني الذي كان مواليا للحريري إنه يملك معطيات تجعله يتهم المخابرات السعودية بقيادة بندر بن سلطان بأغتيال الرائد وسام عيد يوم أول من أمس في بيروت .
الرائد اللبناني أضاف بأنه هو نفسه ترك لبنان وهرب إلى كندا لأن جماعة سعد الحريري شكته إلى المخابرات السعودية التي تدير شبكات معقدة من السلفيين القادرين لظنهم بأنهم إنما يخدمون القاعدة على تنفيذ عمليات معقدة وخطرة باسلوب محترف ولأسباب عدة .
أول تلك الأسباب أن السلطات اللبنانية المحكومة من فؤاد السنيورة تسهل عبر الاجهزة نشاطات القاعدة وتغطيها وأحيانا تمولها . ثم تتدخل مخابرات السعودية وتزود مجموعات التنفيذ وبطرق ملتوية بالمعلومات الخاصة اللازمة لعملياتهم الأرهابية معتقدين بأن من يزودهم بتلك المعلومات والمساعدات التقنية المتطورة (تحديد خط سير الهاتف من خلال هاتفه الخليوي مثلا) إنما هو زميلهم في القاعدة بينما هم يعملون جميعا عبر أمرائهم في خدمة المخططات السعودية دون أن يعلمون .

وأضاف الرائد شحادة بأنه هو نفسه تعرض لمحاولة إغتيال نفذتها المخابرات السعودية عبر أدواته السلفية وذلك بعد أن وقع الخلاف بينه وبين سعد الحريري على خلفية وجود ضباط إسرائيليين في حمايته في مربع قريطم الأمني داخل بيروت وبمعاونة المخابرات السعودية والأردنية .

تلك المعلومات كان قد وصل إليها ضباط المعلومات الموالين للحريري والمعادين لسوريا يضيف الرائد شحادة لتفلزيون " تي كيو سي " وقد أثارتهم لأنهم و إن كانوا ضد سوريا فأنهم ليسوا مع إسرائيل وعلى الأقل أنا يقول شحادة ووسام عيد وآخرين بينهم المقدم عبد البديع عيسى من المقربين من سعد الحريري رفضنا هذا الأمر فدفعت أنا ووسام عيد الثمن هو من حياته وأنا نفيا إلى كندا .

الصحافية سألت الرائد شحادة " ولكنهم يقولون أنك في كندا لحمايتك؟
قال " أنا من كنت يحميهم فهل يهرب حامي المسؤولين ؟
موضوع هربي من لبنان له علاقة بواقع مرير وهو أنه كان علي أن أقاتل على جبهتين إحداها في مواجهتي والثانية في ظهري ولا أعرف متى تغدر بي مرة أخرى لهذا رحلت .

وعن الإتهامات التي طالته " بتعذيب الشهود وفبركة بعضهم الآخر " أكد الرائد الهارب بأنه لم يعذب أحدا وأن من قام بفبركة الشهود وتعذيب بعضهم الآخر هو مسؤول الأمن الخاص بتيار المستقبل المدعو فارس خشان وهو صحافي ظاهرا ولكنه رجل الأمن الأول لدى سعد الحريري ومتدرب على الأعمال السرية مع المخابرات الألمانية التي جندته للعمل ضد السوريين منذ فترة طويلة جدا . مضيفا " مروان حمادة ووليد جنبلاط كانا يضعان السيناريوهات وفارس خشان هو من ينفذها ويجبر الشهود المزيفين على حفظها "

الرائد أكد بأن زميله وسام عيد تحدث معه قبل أيام وأخبره بأنه يحس بأنه مراقب من قبل السعوديين وأنهم لم يعودوا قادرين على تقبل تلاعبه بهم !!

الرائد شحادة قال أيضا بأن لا شك لديه بأن وسام عيد توصل إلى كيفية ربط الشبكات الأرهابية بالمخابرات السعودية فقتلوه بعد أن أوصل المعلومات تلك إلى لجنة التحقيق الدولية .
وهل ينوي الشهادة ضد سعد الحريري في المحكمة الدولية بتهمة فبركة الشهود، فأجاب الرائد سمير شحادة " المحكمة الدولية كذبة كبيرة ، ولن يتم كشف الحقيقة أبدا ، ما دام سعد الحريري يخدم الإسرائيليين فسيحمونه من كل التهم ، إنظروا ما الذي حصل مع براميرتس ..لقد أجبره الأميركيين على الإستقالة لأنه توصل بمعاونة وسام عيد إلى حقيقة العلاقة السعودية القاعدية بقضية إغتيال رفيق الحريري "
لماذا وافق على التحدث اليوم وليس في وقت سابق قال الرائد سمير شحادة " هل وليد جنبلاط وحده هو من له الحق بنزع الغشاوة عن عينيه ؟ أنا اليوم وبعد مقتل صديقي وزميلي نزعت الغشاوة نهائيا عن عيني ايضا "

ترجمة : إيلي الحاج

Tymour Joumblatt to Syria

عبر الرسالة الباريسية:تيمور وليد جنبلاط ينادي الرئيس الأسد

29/01/2008

سيادة الرئيس .



لقد وصل الحال بالعلاقات بين لبنان وسوريا، إلى حد لم تعد معه المعالجات العادية مؤهلة لايجاد حل . لهذا كان لا بد لي من التوجه إليكم مباشرة .

نحن نعرف أنا وعائلتي ، مقدار الأخطاء التي أقدم عليها والدنا . وإذ نعلن بأننا لم نقرها يوما لا أنا ولا أخوتي ، فاننا في نفس الوقت ، نعرف بأنه دفع دفعا للتفوه بها تحت ضغوط وتهديدات شتى . منها ما هو أمني ومنها ما هو سياسي ومنها ما له علاقة بالطبيعة العقلية والنفسية ، لزعيم إعتقد يوما أنه مهما حصل بينه وبين سوريا، إلا أنه بالتاكيد لن يحتاج في أي يوم لوسيط لمصالحتها أو للاعتذار عما بدر منه تجاه قيادتها . وكونه رفض من قبل الوسطاء باسمكم لاكثر من مرة في الفترة الماضية القريبة . فأني لا أجد حلا لهذا الموضوع إلا بأعلاني نفسي جنديا من جنود الأسد . حاضر لتنفيذ اي مهمة تخدم القضايا العربية وعلى رأسها رأب الصدع بين ارباب العروبة في الجبل الأشم وأصل العروبة في دمشق الأسد .



أنا اليوم يا سيادة الرئيس، وبغض النظر عن موقفكم من والدي ، أتقدم من سيادتكم بالسماح لي بزيارتكم في دمشق لأني بالفعل سافرت إليها في الأسبوع الماضي كمواطن لبناني يحب أن يزور سوريا، ولكن سلطات المطار منعتني من الدخول ثم أعادتني على متن نفس الطائرة .



إني يا سيادة الرئيس ، أعلنها بالفم الملآن . الدروز في الجبل لم ولن يكونوا إلا حلفاء لسوريا بغض النظر عن الزعيم الذي يقودهم . أكان وليد جنبلاط أم غيره من آل جنبلاط الذين يمتد تاريخ نضالهم السياسي إلى مئات السنين .

مع خالص إحترامي وتمنياتي لكم بدوام الصحة .



تيمور جنبلاط

26-كانون الثاني


مجلة الرسالة الباريسية

RP Boulos Naaman about Bachir Gemayel

OTV : 200الحريرية السياسية 12-03-8

The murder of Samir Zaynoun